اتفاق الأكراد

اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية..خلط الأوراق

  • اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية..خلط الأوراق
  • اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية..خلط الأوراق
  • اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية..خلط الأوراق

افاق قبل 5 سنة

اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية..خلط الأوراق

علي ابو حبلة

شكل الاتفاق بين الإدارة الذاتية الكردية والنظام السوري خلطا لأوراق المنطقة وفرملة للتدخل العسكري التركي  . ويقول الأكراد إنه بعد تخلي إدارة ترامب عنهم، وغياب دور فاعل لأوروبا لم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى النظام السوري.

بعد أن كان الاتفاق مع الأكراد «غير مقبول» من جانب النظام السوري الذي صرح بعض قياداته بأنه «لا تفاوض ولا لقاءات مع الميليشيات الانفصالية التي استقدمت العدوان»، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية التوصل إلى صيغة تفاهم مع دمشق تنص على انتشار الجيش السوري على طول الحدود مع تركيا «للتصدي لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها».

دمشق لم تكن لتدخل في توافق مع الأكراد ما لم يكن هناك مكاسب حقيقية تحققت لصالح الدولة السورية تعيد الوحدة الجغرافية للدولة السورية  الباحث بمركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت مهند الحاج علي، يرى أن «الاستراتيجية الأسدية تقوم على الدخول إلى الشرق قبل الشمال من أجل مفاوضة تركيا على عمليات السيطرة على الحدود الشمالية وإعادة تفعيل اتفاقية أضنه وهذا ما سيحققه الاتفاق مع الأكراد».

وتقضي اتفاقية أضنة الموقعة بين سوريا وتركيا عام 1998 بأن تتوقف دمشق عن دعم حزب العمال الكردستاني (PKK)، وعدم السماح لعناصر الحزب في الخارج بدخول سوريا، وحظر أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها. كما تسمح لتركيا بتعقب عناصر التنظيم داخل الأراضي السورية بعمق 5 كيلومترات.

ويرى مراقبون أن وجود الجيش السوري بشكل رسمي على الحدود كطرف عازل بين الأكراد والأتراك يشكل أحد الضمانات التي يمكن للنظام السوري تقديمها لتركيا، «ما يمنح دمشق ميزة تفضيلية في المفاوضات مع الأتراك بشأن الشمال السوري، لكن هذه الضمانات لن تكون مجانية أبداً وسيطلب نظام الأسد شيئاً مقابلها» بحسب ما يرى مهند الحاج علي.

وقد تكون أحد الأشياء التي سيطلبها نظام الأسد في المقابل تخلي تركيا عن مساندة المعارضة السورية أو على الأقل تحييدها بشكل تدريجي وحصر نشاطها في مناطق ضيقة للغاية، بحسب محللين. ويرى الباحث في كارنيغي أنه «سيكون على الأتراك اليوم التفاهم مع النظام السوري من أجل إعادة اللاجئين أو جزء منهم على الأقل إلى مناطق تخضع لسيطرة دمشق، في مقابل حدوث تقدم ميداني للنظام السوري وتفاهمات سياسية على مسار آستانا».

إن الأكراد برفعهم للرايات السورية بدلاً من الأمريكية سيكونون من أكبر المستفيدين، «فقد ألقوا بورقة النظام السوري في وجه تركيا محاولين إفقاد أنقرة المبرر للقيام بالعملية العسكرية بعد أن خضعوا (الأكراد) لحماية النظام السوري ومن خلفه روسيا، ما قد يقلل كثيراً من خسائرهم على الأرض ، أربك الاتفاق تركيا ووضعها في مأزق وأعاد خلط الأوراق من جديد ، وأشارت تقارير إلى أن هناك تفاهمات تحدث بين الروس والأتراك والسوريين فيما يعرف باسم (Battle Swap) أو تبادل مناطق القتال «وهو ما حدث في عمليات درع الفرات وغصن الزيتون، وهذا التبادل لمناطق الصراع أدى إلى الوصول لتفاهمات أسست لدخول النظام السوري لهذه المناطق ووفر على الجانب التركي بعض المجهود».

لكن هذا الدور الروسي ستستتبعه أدوار أخرى تبرز بموجبها أسئلة مهمة منها «مصير اللاجئين الذين تنوي تركيا نقلهم إلى المنطقة الآمنة التي تعمل على إنشائها؟ وهل ستجد روسيا بالتعاون مع النظام السوري آلية ما لعمل ذلك؟ أيضاً حقول النفط في الشمال من سيديرها؟ بحاجة إلى الانتظار لمعرفة ما ستؤول إليه التفاهمات التركية - السورية - الروسية»

التعليقات على خبر: اتفاق الأكراد مع الحكومة السورية..خلط الأوراق

حمل التطبيق الأن